ظهرت الماركسية كمذهب وتيار فكري في النصف الثاني من القرن التاسع عشر في شرق أوربا، وسميت نسبة لمؤسسها كارل ماركس مستوحيا نظريته من التراث الفكري ،والذي عاصر فيه كثيرًا من الفلسفات المتعددة، ومن هنا أنكرت الماركسية وجود الله تعالى وكل الغيبيات، ومجدا المادة واعتبرتها أساس كل شيء، وأن الفكر الإنساني هو نتاج عصر مادي بحت، وأن الأساس الفكري التي تنطلق منه هو موضوع فائض القيمة، ولقد تعرضت الماركسية كغيرها من النظريات المادية للنقد مما أدى إلى سقوطها في قعر دارها واستحالة تحقيق أفكارها في روسيا وغيرها من البلاد التي خدعت بشعاراتها الزائفة. وكان من أسباب اختيار هذا الموضوع: كشف الحيل والأساليب التي تتخذها الماركسية في كيفية تغلغلها في بعض الدول وتسللها إلى قلب الشعوب والأمم خلال الأزمات السياسية والاقتصادية أصولا إلى هدم الدين، وبيان ما في الماركسية من مرض خبيث اتجاه الشعوب والقضاء علي فكرة الدين وإلغاءه بالكلية من نفوس اتباعه، وبيان الدعم اليهودي بالماركسية ماديا وفكريا ومن ثم إظهار غايتهم الحقيقية ومساندتهم لنجاح الثورة الشيوعية، وبيان خطورة الفكر الماركسي في ما يتعلق بالعقيدة الصحيحة ليحل محلها الشك في الله تعالى وإنكار القيم الأخلاقية والمثل العليا. واقتضت طبيعة هذا البحث أن يقوم على عدة مناهج: المنهج التاريخيّ، والمنهج التحديدي، والمنهج الاستنباطي. وقد اقتضت طبيعة البحث أن تشتمل على مقدمة وأربعة مباحث وخاتمة بجانب أهم المصادر والمراجع: المقدمة: تتضمن الحديث عن أسباب اختيار موضوع البحث والمنهج المتبع فيه والخطة التي سار عليها، المبحث الأول: أقطاب ومؤسسي الفكر الماركسي، المبحث الثاني: نشأة الماركسية وأسباب انتشارها ومصادرها، المبحث الثالث: أهم القضايا التي نادت بها الماركسية، المبحث الرابع: سقوط الفكر الماركسية، الخاتمة: تضمنت اهم النتائج المستخلصة من البحث.
)
مشاهدة على SCiNiTO