من عبارات التَّحية الواردة في السُّنَّة النَّبويَّة معانيها ودلالاتها دراسة حديثية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الدراسات الإسلامية، كلية التربية، جامعة الملك سعود، السعودية.

المستخلص

     فإن الله قسَّم الدين إلى عقيدة وشريعة، وجعل من جملة الشريعة الآداب وحسن الأخلاق، وإنَّ ممَّا عُني به سلفُ الأمة الكتابة والتأليف في الآداب والأخلاق مرتكزين على أصلين عظيمين هما الكتاب والسنة، وإن من دقائق الأخلاق التبسط والبشاشة وطيب الكلام وانتقاء لطيف العبارات عند التَّحية واللقاء، لِما له من أثر كبير في تآلف القلوب وقربها، وزوال ما فيها من وحشة، ولهذا جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بدقيق الأخلاق وجليلها فكان من أحسن الناس خُلقًا، وألطفهم صحبة، وأكثرهم صفحًا وحلمًا.
     وإنَّ من جوانب الأخلاقِ التي عُنيت بها الشريعة طِيب العبارات التي تُقال عن قدوم ضيف، أو استقبال عزيز، ولهذا جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عددٌ من عبارات التَّحية تحمل في طياتها معانيَ دقيقة.
    ولما كان الناس بحاجة إلى فهم سنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم- في استقبال ضيوفهم واختيار ألطف الألفاظ، وأن هذه التحايا جاءت بها السنة وليست مجرد عادات وأعراف، ولأهمية حسن الخلق بين الناس فمن حسُن خلُقه كثُر مصافوه، وقلَّ معادوه، فتسهلت عليه الأمور الصعاب، ولانت له القلوب الغضاب.
    عزمتُ في هذا البحث بالجمع والدراسة لِما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من عبارات التَّحية التي قالها عليه الصَّلاة والسَّلام أو قيلت له ودراسة معانيها والوقوف على ما فيها من الحكم والفوائد.
    وحاجة الناس ماسة لفهم ، فهذه الآداب جاءت بها الشريعة وليست مجرد عادات وأعراف بين الناس لا يترتب عليها ثواب وأجر من الله.
    واعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، بتتبع الأحاديث وجمعها من الصحيحين، وسأذكر الحديث أول المبحث، ثم أذكر ما يتعلق به من معانٍ لغوية وحديثية، وأذكر الفوائد التي اشتمل عليها الحديث بعامة من غير تفاصيل في دقائق المسائل أو ذكر اختلافات إن وجدت؛ لأن الهدف من البحث شرح ألفاظ التَّحية ومعانيها وما يتعلق بها من فوائد دون غيرها.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية