يهدف البحث إلى تسليط الضوء على الأمور التي تتعلق بأحداث المستقبل وعلامات الساعة، وما ورد من أحاديث ذُكر فيها الفتن والملاحم، وما سيحدث في آخر الزمان، وما سيظهر من أشراط الساعة، وقد اخترت من هذه الأحاديث حديث انحسار نهر الفرات عن جبل من ذهب، وهذا الأمر لم يحدث بعد وسوف يحدث -إن شاء الله- قبيل قيام الساعة، فاستخرت الله وعزمت على شرح هذا الحديث شرحًا تحليليًّا بأسلوب علمي معاصر، أحاول من خلاله كشف اللثام عما يكتنف هذه الظاهرة الخطيرة من أحداث، وما سوف يعقب هذا الحدث الجلل من فتنة كبيرة تؤدى إلى مقتلة عظيمة، وهذا الحديث ما هو إلا لمحة من إعجاز النبوة في معرفة أحداث المستقبل، والكشف عن أسرارها قبل وقوعها، وتحذير الأمة من الانخراط في هذه الفتن، وقد تحريت في شرح الحديث اختيار بعض الأقوال المفيدة للبحث مما ذكره السابقون، وأشير إلى ما ذكره العلم الحديث، حتى تتحقق الاستفادة من خلال الربط بين ما قاله العلماء القدامى، وما استنبطه المعاصرون من النظريات العلمية الحديثة، وكل ذلك يشير بجلاء إلى إعجاز السنة النبوية في الإخبار عن قرب وقوع هذه الأحداث، ثم أختم بذكر ما يجب على الأمة فعله في زمن الفتن، وقد التزمت المنهج التحليلي في هذه الدراسة، وقسمت البحث إلى مقدمه وتمهيد وأربعة مباحث: المبحث الأول: وفيه مطلبان: المطلب الأول: تخريج الحديث تفصيلًا، المطلب الثاني: المعنى الإجمالي والتفصيلي لمفردات الحديث، المبحث الثانـي: وفيه مطلبان: المطلب الأول: سبب الانحسار، المطلب الثاني: ما الذى سيظهر بعد الانحسار، المبحث الثالث: تهافت الناس على هذا الجبل وما فيه من عبر: المطلب الأول: دلالات هذا التهافت: المطلب الثاني: العبرة من نهي النبي الناس عن التهافت على الكنز، المطلب الثالث: العبرة من شدة تهافت الناس بالرغم توقع الموت، المبحث الرابع: ما يجب على الأمة فعله في زمن الفتن.