البعد التفسيري (للمواطنة) وشواهد هذا البعد في الذِّكر الحكيم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم الدراسات الإسلامية، كلية العلوم والآداب بالمخواة، جامعة الباحة، المملكة العربية السعودية.

المستخلص

     قضية المواطنة في الإسلام ليست مجرد قضية إنسانية مستمدة من القانون الطبيعي کما يذهب الغرب، وإنما هي قضية دينية في المقام الأول، مستمدة من الأصول الشرعية، ومستندة إلى العقيدة الإسلامية، ومؤيدة بأخلاق الإسلام ومثله، كما أنها من القضايا التي طرأت على الساحة الإسلامية وکثُرت حولها الخلافات والمناقشات، ما بين مدَّع أنها من بنات أفکار الغرب ولم تعرف قبل ذلك في الإسلام.
     ويهدف هذا البحث إلى التعرف على مفهوم المواطنة وأبعاد هذا المفهوم التفصيلية في القرآن الكريم والسنة النبوية، ولذلك اتبعت مبدأ التفسير التحليلي الاستنباطي من خلال استنباط النصوص في القرآن الكريم والسنة النبوية، ثم تحليل وتفسير هذه النصوص، والخروج منها بنتائج ذات دلالة مفيدة ، وخلصت إلى عدة أمور منها:
     أن المرسلين عليهم السلام أرسوا قيمةَ المواطنة، والتي تتسم في هديهم القويم بخصائص فريدة، ومِن أبرز أبعاد المواطنة في منهج الدعوة عند الأنبياء عليهم السلام أنّ حدود الوطن لا تقتصر على حدود البقعة التي وُلد المرء فيها، بل إنّ الوطن يشمل البلد الخاصّ أوّلاً، ثُمّ يمتدّ لِيشمل سائر الديار الأخرى ، فقد خلَق الله سبحانه وتعالى الأرض واسعةً؛ رحمةً بعباده، فمَن ضُيِّق عليه في دولة معيَّنة، هاجَرَ إلى غيرها، وسيوسِّع الله سبحانه وتعالى عليه فيها، وله في التاريخ شاهدٌ مِن نصرة الله سبحانه وتعالى لأنبيائه وأوليائه مِن بعد ما هاجروا في سبيل الله، فحيثما قَدر العبد على تحقيق عبادة الله وحده، كان هذا المكان هو وطنه الذي ينبغي له أن يستقرّ فيه وقد وجّه الله سبحانه وتعالى نبيّه الكريم محمداً صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى بقوله: (قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) سورة الزمر: (10).

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية