الحمد لله رب العالمين، حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، وبعد: فإن هذا البحث الذي وسمته بـ (فضل خاتم الأنبياء عن طريق إجابته من غير دعاء)، فمن سنة الله تعالى في كونه تفضيل بعض الخلق على بعض، وجاءت هذه الدراسة لتبين فضل الرسول صلى الله عليه وسلم على غيره من البشر عموماً والأنبياء خصوصاً عن طريق ما تفضل به المولى الكريم بتلبية رغبات نبيه صاحب الخلق العظيم دون سؤال منه أو دعاء، فالله جل في علاه يستجيب دعاء من ناداه غير أنه عامل حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معاملة مختلفة عن طريق أنه تعالى أظهر فضله عليه بأنه تعالى يلبي رغباته من دون دعاء منه r، واستخدمت في هذا البحث عدة مناهج وهي: المنهج الاستقرائي، والوصفي، والاستنباطي، والمقارن، لبيان مكانة النبي r عند ربه من خلال كتابه الكريم، ورتبت تلك الفضائل وفق ترتيب المصحف الشريف، ويهدف البحث إلى إظهار محبة الله تعالى لرسوله خاتم الأنبياء والمرسلين، وذلك من خلال ما تفضل به المولى الكريم على الصادق الأمين، وتكون البحث من مقدمة اشتملت على أسباب اختيار الموضوع، والدراسات السابقة، ومنهج البحث، والخطة المتبعة فيه، وتمهيد اشتمل على: التفضيل سنة الله في خلقه، وبيان فضل الله على نبيه، ودرء ما يوهم التعارض في هذا الشأن، وفضل الدعاء، وسبعة مباحث ظهر فيها فضل النبي الكريم ومحبة الله له وهي: توجيهه r إلى قبلة أبيه إبراهيم، ورجوعه إلى مكة منتصراً بعد خروجه منها، ورؤيته لله تعالى بعينه، ونفي الخزي عنه r، وتيسير أمره، وشرح صدره، ورفع ذكره بين الأولين والآخرين، وخاتمة، وفهارس.