وصف إيوان كسري في سينية البحتري"دراسة بلاغية تحليلية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم البلاغة والنقد، كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بقنا، جامعة الأزهر، قنا، مصر.

المستخلص

تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على قصيدة من أهم قصائد عيون الشعر العربي وُرُودًا في غرض الوصف، فقد أجاد البحتري في الفنون الشعرية المتنوعة في العصر العباسي لا سيما فن الوصف، الذى ظهرت براعته وقدرته فيه أكثر من بقية الفنون الشعرية الأخرى، فقد كان من أشهر شعراء الوصف لا سيما وصف الطبيعة التي عشقها وحاول توظيفها في أغراضه الشعرية المختلفة ؛ لذلك وقع اختياري في هذه الدراسة على قصيدة[وصف إيوان كسري]، وقد جاءت هذه القصيدة المشهورة في وصف الإيوان متجاوبة إلى حد بعيد مع حالته النفسية المضطربة الحزينة، فضلًا على أن البحتري لم يكن مجرد وصاف أو رسام لكل ما شاهد في هذا الإيوان، وإنما تعدى هذا إلى أنّه "مزج بينه وبين مشاعره، فجاءت رؤيته له جديدة، أحيا بها هذه المشاهد التي انفعل بها وجدانه" ([1])، فالبحتري في وصفه يرى الأشياء رؤية خاصة تمر خلالها بمشاعره، وتمتزج بها، وتحمل أثرًا من اهتزاز تلك المشاعر، فهو عندما يصف الإيوان يتجاوز الوصف إلى تجسيد إحساسه وشعوره إزاء ما يصف. وتقع سينية البحتري في وصف إيوان كسري، وهو الذى ذاع صيته في تلك الفترة كثيرًا، وصارت الشعراء تتغنى في الوصف عند البحتري وما عليه من صفات الجلال والجمال والدقة والبراعة.
وتوصلت الدراسة لعدة نتائج منها: أولًـا : استطاع البحتري بعبقريته الفذة أن يصف الإيوان وصفـًا  حسيًّا دقيقًا مطولًا والوصف الحسي أدق وأبلغ وأجود من الوصف الخيالي، فهو يقوم بتصوير الموصوف وكأنه شاخصٌ أمام العين، ثانيًا: استخدم البحتري في وصفه للإيوان الاستعارة المكنية أكثر من الاستعارة التصريحية؛ وذلك لأن الاستعارة المكنية تتميز بخاصية التجسيد والتشخيص، والشاعر في مقام الوصف يلجأ إلى تشخيص الموصوف من أجل إقرار المعنى في ذهن السامع.
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية