نظرية الاتصال عند فريد الدين العطار من خلال كتابه منطق الطير "دراسة تحليلية"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم العقيدة والفلسفة، كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بقنا، جامعة الأزهر، قنا، مصر.

المستخلص

تعتبر نظرية الاتصال من النظريات الهامة في الفكر الصوفي بشكل عام، اذ أن هذه النظرية تعبر عن الرحلة التي يقطعها الصوفي في معراجه الروحي للاتصال بالملأ الأعلى، وخلال هذه الرحلة يتجرد الصوفي ـ إن أراد الوصول ـ من جميع الحجب التي تعيق رحلته نحو معشوقه المطلق، فيخلع عن نفسه حجاب التعلق بالأغيار، فلا يكون للدنيا بزخرفها وزينتها مكاناً في قلبه.
وعليه أن يتحمل مشاق الطريق، فيأخذ نفسه بالمجاهدة فيرغمها على ما لا ترغب، ويمنعها عما ترغب، وبهذا تكون رحلة الاتصال عند الصوفي ـ وهي رحلة معنوية ـ رحلة خلاص من عالم المادة والطبيعة إلى عالم الروح، فيغادر الصوفي في طريقه إلى الكمال المنشود مستعيناً بخطوات ترويض النفس، فيطوي المنازل تلو المنازل حتي يتحقق له الاتصال بتجلي الحق المطلق على قلبه.
واذا كانت نظرية الاتصال تحتل بعداً هاماً في الفكر الصوفي بشكل عام، فإنها تمثل أيضاً ركيزة أساسية في فكر فريد الدين العطار، ويعتبر كتابه منطق الطير صورة حية للتعبير عن أراء العطار فيما يتعلق بنظرية الاتصال، وقد أجاد العطار في هذا الكتاب حين عمد الي الرمزية للتعبير عن آرائه الصوفية فاستخدم الطير كرمز للسالكين الذين يتطلعون للاتصال بالحضرة العلية.
ورغم طغيان النزعة العرفانية علي منطق الطير، واتجاه خطابه نحو الوظيفية والتعليمية الهادفة إلى إرشاد السالكين حتي يتحقق لهم الاتصال، إلا أن النص يطفح بالجماليات الفنية والصور الشعرية البديعة، مع اشتماله على جمالية الرمز، التي صنعت مجد النص وقيمته الأدبية، على الرغم من أن رمزيته ليست موغلة في التعمية والألغاز شأن نصوص الأدب الصوفي بشكل عام، وذلك لحضور الوظيفة التعليمية فيه، إلا أن العطار عمل على فك شفرات نصه بالحكايات الفرعية التي نثرها علي بساط منظومته، وباللطائف من أقوال ومأثورات عن رجال التصوف السابقين.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية